بسم الله الرحمن الرحيم
قد تسألون ما هي أعظم خسارة يمكن أن يخسرها الإنسان في حياته
ولا أرى أعظم من خسارة شخص تحبونه ،
أو صديق تودونه وتهبون له نفسكم وروحكم وحبكم .
الخسارة الحقيقية حينما نخسر صورة أنفسنا
التي نراها في عيون أصدقائنا وأحبابنا .
الخسارة الحقيقية حين تبعدك الأيام وتقاومك الظروف
المؤلمة لتساهم في عمل تلك الفجوة التي لا نريدها
بين أصدقائنا وبيننا .
والأصعب من ذلك كله حين يبنى على المواقف الطارئة
والوقتية حياة كاملة وخصوصا حين يزج بك في قفص
الأنانية والتكبر ، وتشرحك عيون الاستعجال والتسرع ،
وتبادرك عبارات التحرر والاستقلال بأنك مستعمر ومحتل .
صعب جداً أن يظن بك غير ما هو بك ، وغير ما تتصف به
حين تتهم وأنت بريئ وتسجن وأنت عفيف .
الخسارة الحقيقية حينما اخسر ذلك الإنسان
وأنا قد منحته كل شي بل أعظم شي .
ما أجمل الصداقة وما أروعها حين يسودها التفاهم والصدق،
وتغلفها الصراحة والوضوح ، ما أجمل الصداقة بعيدا
عن التكلف ، وما أروع معانيها حين تخرج من القلوب
هي دعوة صادقة بأن لا يخسر واحد منا صديق له .
وتحسن الظن كل الظن بمن يعاشر فلربما أصدر حكما
بلحظة ندم عليه زمنا مديدا.
فلماذا - يا صديقي - يكون التسرع سبيل المفاهمة
ويكون الهجر طريق العقاب، وتكون الظنون سلم التعلم ؟!
"" ألم تسمع ما يقول الحكماء ""
( تأن ولا تعجل بلومكَ صاحباً ... لعل لهُ عذر وأنت تلومُ )
(" ولم تسمع من يقول أيضاً ")
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً ..... إن بر عندك فيما قال أو فجرا
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره .... وقد أجلك من يعصيك مستترا.
وتقبلو احترامي وتقديري لكم..